بعد دخولنا موسم الشتاء و ديسمبر البارد الذي يعتبر رمز له و بالرغم من جمال الشتاء، إلا أنه يترافق معه تحدياته، خاصة فيما يتعلق بنزلة البرد التي تنتشر بكثافة خلال هذا الوقت. سنكتشف في هذا المقال الاختلافات بين نزلة البرد وحساسية الانف ، لنسلط الضوء على الأعراض المميزة وكيفية التفريق بينهما معي انا دكتورة ليندا ابو جابر اختصاص طبيب اطفال ، مرشدتكم في طب الأطفال الأمراض المعدية والصحة الشاملة .
يتزايد انتشار نزلة البرد خاصة في ديسمبر البارد ، ومعها يجد الكثيرون أنفسهم يعانون من أعراض تتشابه مع تلك المرتبطة بالحساسية.مما يؤدي الى قلة الوعي و الفهم للفرق بينهما و يعتبر التمييز بينهما أم ًرا مهما لتحديد العلاج المناسب
نزلة البرد تنشأ نتيجة للإصابة بعدوى فيروسية تؤثر على لأنف والأذن والحنجرة ويعتبر هناك أكثر من 200 نوع من الفيروسات قادرة على تسبب نزلة البرد، ويمكن نقل هذه الفيروسات بسهولة من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر. بالإضافة إلى ذلك، تظل هذه الفيروسات قادرة على البقاء على الأسطح لفترة تتراوح بين عدة ساعات وحتى عدة أيام، مما يزيد من فرص انتقال العدوى.
في حالة حساسية الانف ، يحدث رد فعل في جسم الإنسان نتيجة تفاعل غير طبيعي مع مادة غريبة يعتبرها الجسم تهديدا . يتسبب هذا التفاعل في إطلاق هرمون الهستامين من قبل الجسم، وهو مركب كيميائي يلعب دو ًرا مهما في استجابة الجهاز المناعي.
تعتبر الهيستامينات جزءا من نظام الدفاع الطبيعي للجسم، ولكن في حالة حساسية الانف ، يتم إفرازها بشكل مفرط،هذا الإفراز الزائد يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية،يمكن أن تكون مواد الحساسية المشتركة تشمل حبوب اللقاح، وغبار المنزل، وفقاعات الجلد الحيواني، ومواد كيميائية معينة
.
.على الرغم من تشابه بعض الأعراض بين الحساسية و نزلة البرد مثل : السعال، سيلان الأنف، النهجان،ضيق التنفس، انسداد الأنف وصعوبة النوم. إلا أنه بالتأكيد يمكن التمييز بينهما
.
نزلة البرد مرض معديا، بينما الحساسية ليست معدية
تبدأ أعراض نزلة البرد بعد أيام قليلة من الإصابة وتستمر ما بين ٧ إلى 10 أيام عند معظم الناس؛ أما أعراض الحساسية، فتظهر خلال ثواني أو دقائق، ويمكن أن تكون مؤقتة أو تستمر مدى الحياة
.
الإصابة بالحمى هي أحد أعراض نزلة البرد، لانه لا ينتج عند الإصابة بالحساسية
عند الإصابة بنزلة البرد قد تشعر بأوجاع وآلام في العضلات، وهو ما لا يحدث عند الإصابة بالحساسية
يتعرض الأطفال للبرد أكثر من البالغين؛ لأن الأطفال لم يتعرضوا للعديد من الفيروسات من قبل، وبالتالي جهازهم المناعي لا يزال في مرحلة تعلم كيفية محاربة هذه الفيروسات.و ايض ًا بسبب اختلاطهم بمن هم أكبر منهم سناً مثل : المدرسة، الحضانة،مكان الالعاب) حيث تزداد حالات إصابتهم بالعدوى خاصة في أماكن رعاية الأطفال)
ُيصاب معظم الأطفال بنزلات البرد ما بين ٦ إلى ٨ مرات خلال عامهم الأول. ويعود سبب إصابة الأطفال بنزلات البرد أكثر من البالغين إلى أن الأطفال لا يمارسون خطوات الوقاية، مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس
يشمل علاج نزلات البرد عند الأطفال على التركيز على تخفيف أعراضها، مثل توفير كميات كافية من السوائل، لضمان رطوبة الهواء المحيط بهم، ومساعدتهم في الحفاظ على فتحات الأنف غير مسدودة.ُينصح بفحص الأطفال الرضع عند ظهور أول علامة على نزلات البرد للتأكد من عدم وجود مشكلات صحية أكثر خطورة، مثل الالتهاب الرئوي أو الخناق لا سمح الله.لا يوجد وقت محدد تزداد فيها احتمالية الإصابة بنزلة البرد؛ أما بالنسبة للحساية، فتعتمد على نوع الحساسية ومدى قدرت الإنسان على الحد من تعرضهم للاسباب المسّببة لها.
علاج نزلة البرد تستمر نزلات البرد عادة لمدة ما بين أسبوع أو أسبوعين، أما أعراض الحساسية في كن أن تزداد سوءا مع استمرار التعرض لمسببات الحساسية.حيث تستمر الحساسية في الربيع أن تستمر لمدة ستة أسابيع أو أكثر
لأن الأطفال لم يتعرضوا للعديد من الفيروسات من قبل، وبالتالي جهازهم المناعي لا يزال في مرحلة تعلم كيفية محاربة هذه الفيروسات.كما أن الأطفال لا يمارسون خطوات الوقاية، مثل تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، بحرص مثل البالغين مما يجعلهم اكثر عرضة للفايروسات